الثلاثاء، 29 نوفمبر 2011

وكأننا لم نفترق

                                                                                                                                                                                   

"ها أنا ذا قد جاءتك من جديد"...
هكذا وقفت بمنتهى الثقة والتحدي كأي طفلة لم يتعدى عمرها الثمان سنوات أمام الوحش الشرير...



ليت الأمر كان بهذة البساطة, ليتها تنتهي فقط بوحش شرير لأن أقل ما يقال عنه أنه واضح وصريح...وحش قرر أن يكون شرير...لا شيطان بزي ملاك ولا ذئب يتنكر في فرو الحمل...ولا فلول في ثورة تحرير...


ليتني رجعت تلك الطفلة الواثقة من قدراتها...المتوكلة على الله حق توكله...الطفلة التي ترى الدنيا بنظارة الأبيض وأسود...هذا شرير و هذا طيب...

اليوم لا أقف أمام وحش شرير...ولست أنا الطفلة الجريئة أيضا...حتى وإن ظللت أتمسك بملامحها البريئة المقروءة...لكن لم يعد ما بداخلي طاهرا مثلها...كم تكون المظاهر خادعة حتى على أقرب الناس

اليوم أقف أمام من لي سكنا و أمنا...أمام صديق مقرب وكاتم أسرار...من سمعني وقت ما ملني الناس...من مسح بكائي وقت ما استضعفني الناس...أقف أمام بحري الحبيب...يمكن لأخر مرة كحبيب...ولي عنده رجاء أخير

"حبيبي العزيز, لكم تحملت سذاختي وسخافتي...وكم تحملت شكواي التي ليس لها سوى مبرر واحد وهو كثرة نعيمي...أتيت إليك اليوم بأكبر همومي وسبب تعاستي...استخرجتها من قلبي بمنتهى الشدة والقسوة...نعم فقد أكتشفت أن هذة القسوة هي سبيلي الوحيد للنجاة...وبعد أن استخرجتها من قلبي خشيت أن تجد له طريقا مرة أخرى...فجأتك بما بقى لدي من قوة لألقيها في قلبك أنت فقد أتاك الله المقدرة على أن تبتلع همومي ومصائبي وترجع لي دائما بحضنك الدافىء...بدون أن يقل مقداري في قلبك أو  أن تبغضني لكثرة ما ألقيه في وجهك من ألام"
وبعد ما يشبه الأعتذار رفعت يدي عاليا على غرار الأولمبيات وألقيت أخر همومي في أبعد نقطة يمكن أن تصل لها قوتي...

وتنفست الصعداء...
وكم أنتظرت طويلا لكي ألتقت هذا النفس المملوء بالأمل والتفاؤل...النفس الذي لا يشوبه احساس بالضعف أو الألم أو الغدر


وما أن هممت بالرحيل حتى عاودني هذا الأحساس المؤلم...لألتفت فأجدك قد أرسلت لي همي مرة أخرى مع أحدى موجاتك
و أكد أسمع همسك "حتى البحر ليه طاقة...دا همك أنتي!! فحتى لو شلتوه معاكي مش هعرف أشيله عنك... مش هيحلوا غيرك"

عندك حق...بس حتى لو منستنيش همومي...هتفضل بحري اللي بترمي فى حضنه فيحميني, واللي لما يشوفني يفهمني من غير ما أحكي له, واللي لما أجري منه هينديني...واللي لما ابعد عنه هيديني عذري



اليوم جاءتك وأنا أنتظر عتاب, تأنيب, حتى أني أنتظرت أن يكون هذا أخر يوم لي كجزء منك
لكني لم أنتظر أن يكون هذا يوم تذكرة لما تمتلكه يا بحري الحبيب من قدرة على الحب والأحتواء
اليوم كان تذكرة لي بألا ءأخذ عطاءك كحق مكتسب أو كشىء من حقي...فهذا ما يفعله معك غيري من كثرة كرمك ولكن ليس أنا...


حبيبتي يا من كنتِ دائما بحري...من اجرد نفسي أمامه بلا أدنى أحساس بالخجل
يا من يرى أحسن ما في
يا من يداويني بسماعه قبل كلامه
يا من علمني أني جديرة بالحب
يا ضميري الحنون
يا من أتمنى أن أحشر معها إلى الجنة زمرا
جزاكي الله عني من أوسع خزائنه...ورزقك قلب وعمل أهل الفردوس الأعلى
أحبك فالله


0 comments:

إرسال تعليق