القيام أو التراويح أو التهجد أو أياَ كانت أنت بتسميها أي...كنت طول عمري مقتنعة أنها مش بابي...أصل كل واحد ليه باب لربنا...عارف الحته بتعتك اللي فيها علاقتك الخاصة بربنا اللي بتحبها قوي لدرجة أنك بتخاف تتكلم عليها لأنها سرك مع ربنا...بتجري تروحلها و أنت مخنوق لأن عارف أنك أول ما تعملها هتريحك...هتحسسك أن حبيبك بيحبك فيطمئن قلبك
المهم نرجع للقيام (اللي أنا كنت فكراه مش بابي) أول علاقتي بالقيام كان أني أول معرفتي بالدين و بربنا, حد قالي أن ربنا بيحب القيام و أن اللي مش بيقيم الليل بيكتب عند ربنا من الغافلين عنه فالليلة دي...فبدأت القيام و مش جوايه نية غير أني مستحملش فكرة أني أتحسب غافلة عن ربنا في ليلة...وده كان اللقاء الأول
و من ساعتها بقى ليه معاد ثابت مع القيام, بس كل مرة كنت بحس كأني رايحة أخرج مع عايلة بابايه, حاجة لأزم أعملها و سعات بتبسط فيها بس أغلب الوقت هي واجب لازم يتعمل شأت أم أبيت...
لحد ما في يوم حد عرفني على شخصية القيام الحقيقي...لما قلت للحد ده أني بصلي قيام بس عشان متكتبش من الغافلين
- قالي "عارفة أن اللي يقيم الليل ب 10 أيات مش بيكتب
من الغافلين..طيب عارفة أن ركعة الوتر اللي بتصلي بيها بسورة الصمد و
المعوذتين دي بتفوق ال10 أيات يعني أنتي لو صلتي الوتر أدخلي نامي خلاص لو هي
دي نيتك...بس سؤال هو أنتي بتكلمي ربنا أمتى؟؟"
- و عندك و أنا تنحت "بكلم ربنا أزاي يعني؟"
- "يعني الصبح و الزحمة و الناس حوليكي و مش عارفة
تختلي بربنا كده و تكلميه و تشتكيله و تحكيله أو حتى بس تقوليله وحشتني"
- "...."
- "طيب أنتي عارفة أن ربنا كل يوم بينزل إلى سماء
الدنيا, بس عشان يقولنا (هل من سأل فأعطيه...هل من تائب فأتوب عليه ...هل من
مستغفر فأغفر له)...يعني بينزل عشان عوزك تكلميه و تأنسي بيه...عاوزك تقربي
له بس بجسمك و هو هيجيب قلبك, ما أنتي حبيتي مقلب قلوب...حبيبك بيجيلك كل
ليلة...هل بقى هو وحشك كفاية أنك تستنيه و تزيني له قلبك"
ومع الأسف بعد الوقت ده بكتير جه عهدي التالت و هو أني سبت القيام و أنشغلت بالدنيا عنه, لحد ما فيوم الدنيا أدتني فوق دماغي قوي (هي كان بقالها فترة بتديني, بس اليوم ده زودتها حبتين) فحد شافني و قالي الجملة دي:
زمان قبل ما أسيب القيام كنت دايما برّكز قوي في السورة اللي بقرأها بعد الفاتحة وبحاول ألاقي فيها أية تأثر في قلبي
لكن اليوم ده أول ما دخلت فالصلاة حسيت فعلا عظمة الفاتحة...
بصوا معايه:
"الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ": يا رب ليك الحمد أنك وقفتني بين أيدك الليلة دي و كفى بها نعمه, ليك الحمد على قلبي اللي رغم عصيانه مموتوش, ليك الحمد أنك سببت الأسباب ليه عشان أرجع...ليك الحمد أنك رزقتني أني أحمدك أصلا
"الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ": أكيد ما اصل ده مش مقامي و مع ذلك أنت خلتني فيه...ما أنا مستهلش بكاء بين أيدك ولا مناجاه بس أنت رحيم...كفاية حفظك ليه و أنا بعصاك ما أنت رحمن...كفاية أن أنت خلقتني أمتك (عبدتك يعني)...و فوق كل ده كفاية أنت أنت ربي =)
"مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ": فعلا مالك, بقوتك و عظمتك دي كلها, جبتني و أنا راضيه, و لو شأت لجبتني و أن كسيرة مذلولة لدنيا...راجعة بس عشان عاوزة حاجة من دنيا رايحة...لأ دا أنت سبحانك جبتني مشتاقة ملهوفة...بجري عشان وحشني حبيبي
"إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ": ودي فعلا مايحسهاش غير اللي بعد و تعب...عارف لما حد يطبطب عليك و يقولك أطمن...فعلا أزاي جالي قلب أبعد عن أعنتك و أنا نفاسي اللي جي مش هيطلع غير لما أنت تأذن...فعلا مليش غيرك
" إهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ": ياااااااه, والله ما هيرجعني عليه غيرك, عارفة أنك كريم قوي أنك توقفني بين أيدك و عارفة أنك هترجعني عالصراط و عارفة أن أكتر حاجة وحشاني فالصراط ده هي رضاك...
"صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضآلين": لأ دا مش أي صراط كمان, صراط ناس أنا عارفة كويس أن لولا كرمك و فضلك و جودك ماكنتش أستحق أكون معاهم
أن ربنا بيعلمنا فيها ندعوه أزاي...
الموضوع ده كله عشان الليلة دي دخلت في مرحلة جديدة فعلاقتي بالقيام...الليلة دي ربنا رضاني قوي...ووراني حلاوة إيمان أنا ماستهلهاش و عمري ما حاستها قبل كده
أحديث هتعجبكوا:
0 comments:
إرسال تعليق