الجمعة، 26 أغسطس 2011

...إلى نفسي

                                                                                                                                                                                         


نفسي الحبيبة,

أستحلفك بالله متزعليش مني, والله ما عاوزه من الدنيا دي غير نجاتك, عارفة أنا بحبك قوي, وحبّي ده
 اللي تعبني, ساعات كتير بسمع كلامك و بكون عارفة أنك غلطانة و بشوفك و أنتي بتبصي لي من المراية و بتتصنعي البرأة كأنك طفلة صغيرة بتتحايل على مامتها, و تقولي لي "المرة دي بس, أخر مرة و مش هنعمل كده تاني" و فجأه ألاقي نفسي منساقة وراكي بلا أرادة...

أيوه يا نفسي أنتي بتاخدي أرادتي...كل مرة بتخليني أكل حتة شيكولاتة و أنتي عارفة أني مينفعش أكلها, كل مرة كنتي بتخليني أكلم صديق طفولتي عشان هو واحشك مع أنك عارفة كويس أن ده هيضيقني و هيحسسني بالذنب قدام, كل مرة خلتيني أعمل الذنب اللي أنتي عارفة كويس أني بحبه قوي (ومش هفضحنا قدام الناس) وأستغليتي ده لمتعتك الشخصية مع أنك عارفة أني هبكي بالليل و أني هفضل كام يوم مش عارفة أبصلك في عنيكي سواء لأني مكسوفة من ضعفي أو لأني مخضوضة منك!!

أيوه يا نفسي أنتي بقيتي بتخوفيني...أنانيتك اللي كانت في يوم أنانية طفلة نفسها تفرح أتغيرت و بقيت ترعبني, جنونك اللي كان في يوم منعش دلوقتي أصبح مهلك, ورغم كل ده لسه بحبك...

وحبّي ده اللي بيخليني النهاردة أعلن تمردي عليكي, وقت سيطرتك خلص, أنا عارفة أنك هتزعلي بس والله ما عايزة غير نجاتك...لأ دا أنا مش عاوزة نجاتك بس, دا من حبّي فيكي أنا عاوزة فرحتك, نفسي تفرحي فرحة حقيقية, مش فرحة تتعبني و تأنب ضميرك...

مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ...و أنا من حبّي فيكي عاوزة أعمل عمل صالح بس عشان خاطرك

من حبّي عاوزاكي تقعدي فالجنة, عاوزاكي تتكئي على الأرائك, عاوزاكي تقعدي فقصرك و يخدمك ولدان مخلدون...

بس لو تستّني عليه شوية, و تستحمليني حبتيين...

أنتي عارفة, أنا من حبّي فيكي, عاوزة أخليكي حلوة قوي, عشان لما محمد (صلى الله عليه وسلم) يشوفك يقولك: "يااااه وحشتيني"...محمد يا نفسي, فكراه؟؟؟, أيوه حبيبنا اللي كنت بكلمك عنه قبل ما تتمردي و تروحي تدوري على حبيب فالدنيا...بالله عليكي هتستحملي أن حبيبنا لما يشوفك يقولك "سحقاً, سحقاً, بعداً, بعداً" ؟؟؟

عارفة, من حبّي فيكي عاوزاكي تبقي أطهر و أحسن نفس, عاوزة ربنا ينظرلك و يباهي بيكي ملائكته...عاوزة يوم ما أسيبك و أنام تجري تسجدي عند عرش الرحمن, ما ساعتها هتكوني تستهلي تروحي هناك...بس بالله عليكي أبقي تعالي و احكيلي عن الملأ الأعلى, و أذكريني عندهم بالخير...

قولي لهم "هي اللي زيّنتني و جمّلتني عشان أعرف أجيلكم"...قولي لهم "أنا تعبتها طبعا في الأول, وجه علية وقت كنت عاوزة أحنقها بس بعدها ذقت حلاوة الإيمان فبقيت أنا اللي بشدها للجنة شد لو بس فكرت تبعد"...

طبعا ياختي مستعجلة ماأنتي لمحتي من النعيم الحقيقي لمحة ومن ساعتها وأنتي ملهوفة ومشتاقة....ويا رب تفضلي كده حتى تلاقيه و هو عنك راضي...



قال أبو يزيد: «سُقْتُ نفسي إلى الله وهي تبكي، فما زلت أسوقها حتى انساقت إليه وهي تضحك»

0 comments:

إرسال تعليق