الأربعاء، 31 أغسطس 2011

فاكر, ولا لازم أفكرك

                                                                                                                                                                                       




دي كانت قصة قصيرة كتبتها بالظبط من تلات سنين لما واحدة من أحب الناس ليه أتجوزت, وهي صحبتي روني, واحدة من 5 بنات (خديجة "خوخا" - مريم "روما" - هاجر "جوجو" -داليا "دولي" - و روني اللي هي رانيا يعني)هما فدماغي أول صحبة صالحة عملتها...علموني كتير وأول حاجة علموهالي كان دعاء لحد دلوقتي بدعوا بيه وشوفت أستجابت ربنا ليهم كلهم فيه

"اللهم أفتح لي بابا من أبواب علمك تفتح لي به باب من أبواب جنتك"



روني بقى كنا مسمينها روني "زيارات", بجد عمري ما شفت حد بيحب يتعرف على الناس و يكلمهم زيها , لها معارف في كل مكان حتى عاليتها البعاد اللي غالباً باباها ماسمعش عنهم حاجه هي تعرفهم و بتزورهم على طول و يا ويل واحدة منا لو زعلت أهلها و روني عرفت. روني بقي هي اللي بتخرجنا يعني أول ما نقول أحنا عاوزين نروح مكان جديد روني بقى : "في دار مسنين جديد ولا تحبوا دار أيتام أو ممكن 57357 ولا تحبوا نخرج أحنا بس نروح الملاهي أو ممكن البرج......." ولو ما أخترناش مكان ممكن تكمل لبكره الصبح بدون توقف. وكان أكبر أحلامها أنها تعمل مركز للصناعات الصغيرة بدل غزو الصين اللي بيحصل ده. 

السبب اللي بيخليني أكتب قصتها النهاردة عالملاء كده, أني عاوزاها هي وزوجها يفتكروها لعل ربنا يهديلهم الحال لما يقرأوها



..................................................................


 
قال e"من عاد مريضاً لم يزل يخوض في الرحمة فإذا جلس عنده انغمس فيها" صحيح


الموضوع كله بدأ يوم الأربع عند خوخا -واحدة مالخمسة اللي قلتلكم عليهم- في بيتها فقاعدتنا الأسبوعية


خوخا حبيبتي هي اللي كانت بتكلمنا عن ربنا كالعادة ما هي أصلا العلاّمة بتاعتنا 

"... أن يكون الله و رسوله أحب الي العبد مما سواهما, هو أحنا أكيد الحمد لله بنحب ربنا بس هل بنحط اللي ربنا بيحبه قبل اللي أحنا بنحبه وعاوزينه؟؟ يعني مثلا روني ممكن تكون مش بتحب حد من قرايبها جداً ويكون عندها حق بس برده بتكلمهم وممكن كمان تتحمل منهم كلام مش حلو, كل ده لأنها حطت في دمغها أنها بتعامل الله مش الناس..حطت ربنا قبل أى حاجة..و هو ده الأخلاص, الأخلاص....."

من ساعة ما خوخا قالت الكلام ده و أنا مش معها خالص..أنا مش حاسه أني كده خالص..بصيت عليهم كلهم...بجد بحبهم...بس دايما حاسه أنهم بيعملوا كتير قوي لربنا و أنا مش حاسه أني بعمل رسالة عظيمة لخدمة ديني ولا حاجة...

المهم أني فوقت من أفكاري الغريبة دي على خوخا وهي بتخّلص الدرس 

"...وأخيراً يا بنات عاوزكم دايماً تفتكروا أن أحب الأعمال الى الله أدومها و إن قل يعنى ممكن عمل صغير جداً تعمليه و أنتي مخلصة النية قوي لله يكون عنده عظيم جداً ويكون ده هو سبب في دخولك الفردوس الأعلى مش الجنة بس, يا بنات فى واحد دخل الجنة عشان رفع حجر من طريق المسلمين, دخلها لمجرد أن كانت نيته رفع الأذى عن الناس مش عشانهم لكن عشان هم عباد الله."

- "بجد جزاك الله خيراً عنا و ترفعي معنوياتنا كمان يا رب... يلا أنا هروح أساعد طنط." دي كانت روما, قسم الأطعام عندنا, بتموت فالمطبخ

- "تساعديها ولا عاوزه تعرفي أخر الأخبار؟" دي كانت جوجو الطفلة اللي في حياتنا

وكالعادة اللي بينصح خوخا,
- "أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً يا بنات."


- "لأ والله أصل أحنا كنا حكينا لطنط حكاية جوجو وقالت هتقول رأيها المرة دي. أي مش عاوزين تعرفوا؟؟"


على قد ما كان عرض روما مغري لقتني برود عليهم "طيب روحوا أنتم, هتكلم مع خوخا في حوار وهنحصلكم."


و بعد ما رميت على خوخا حبيبتي كل الحاجات اللي كانت بتدور فدماغي, لقيتها بتقولي: 

- "يا روني طبيعي أنك تحسي أنك مقصرة في حق ربنا إذا كان الصحابه نفسهم كانوا بيحسوا كده, سيدنا عمر رضي الله عنه شخصيا لما جاءه الموت كان خايف يدخل النار لدرجة أنه نسي أن الرسول صلى الله عليه وسلم بشره أنه أول من يأخذ كتابه بيمينه. كلنا بنجاهد نفسنا عشان نوصل للأخلاص, هو الموضوع صعب بس متعة وعظيم الجزاء تستحق. و غير كده أنتي بتعملي خير كتيرقوى كفاية أدخال سرور على قلوب الناس وقضاء حوائجهم ده عند ربنا كبير قوي, كفايه أنك بترضي مامتك و باباكي ده تاني أحب الأعمال إلى الله عز و جل

- "أنا عارفه بس لما بشوف كل واحده منكم بلاقي لها عمل لوجه الله بس, علاقة خاصة مع ربنا أنا مش عندي ده."


- "طيب أنتي مش عندك ده لي؟"


- "مش عارفه كسل أو جايز قلّة همه"


- "لو كسل هنبطل و لو قلة همه هنعليها ولا أحنا أي لازمتنا... يبقى أول حاجه هنعملها أنك هتجددي نيتك في كل عمل بتعملي حتى شرب الميه وبعدين هتفكري في أي حاجه نفسك تتعلميها لله, يعني عشان خاطر ربنا بس وتبدأي تاخدي فيها خطوات وعشان الأخلاص وأن العمل مش يقل ثوابه بالرياء وأنا عملت كذا والكلام اللي أحنا عرفينه ده متعرفيش أي حد العمل ده, حتى أحنا. أضحكي بقى بطلي التكشيرة دي مش متعودة عليكِ كده"


.....

- "رانيا تليفون"


- "حاضر يا مامتي"


من يوم الأربع وأنا مش بتكلم مع حد ودماغي وجعتني...أيي العمل اللي ممكن أعميلوا ومحدش يعرفوا؟! ما أكيد هقول لحد... وأيي العمل أصلاً؟؟ لأ أنا لازم أغير جو أو أتجنن مش عارفه بقى.


- "ألو, سلامُ عليكم"


- "و عليكم السلام, أزيك يا رونا"


- "طنط نانو أزي حضرتك و أزي خوخا " مش في حد بيناديني رونا غير مامت خوخا

- "بخير الحمد لله معليش يا رونا كنت عاوزه منك خدمه, ينفع تيجي معايه لواحدة صحبتي تعبانه و عاوزه أزورها و خديجة عندها أمتحان بكره"


- "يا قمر أنت تُأمر هقو ل لماما و نص ساعة و أكون عند حضرتك"


.....

- "أنا قلت أني أخترت الشخصية الصح, مسّلياني طول الطريق مش زي بنتي اللي مش بتتكلم خالص ولما تروح للناس تقعد مكسوفه على جنب, لأ أنا بعد كده مش هروح أي مكان من غيرك"


- "ربنا يخليكي لي يا حُبّي, بس حضرتك ماقولتيش مين صحبتك دي؟"


- "زيزي دي بقى يا ستي صاحبة عمري بس هي كانت العبقرينو اللي فينا يعني هي الوحيدة فينا اللي دخلت هندسه وأتجوزت محمد الله يرحمه كان زميلها في هندسه ودلوقتي هي عندها زي شركة بس شغلها غريب قوي"


- "ليه يا طنطي هي مش بتشتغل شغل هندسه؟!"


- "لأ خالص, دي بتغسل الميتين"

- "....."

- "ماتتخضيش قوي كده أنا عارفه أنك هتحبيها أستني وهتشوفيها حالاً"

.....


بقلنا ساعة ونص قاعدين و بجد أزاي طنط زيزي دي عسوله كده


- "بس يا طنط أنتي عسولة قوي على حوار تغسيل الموتى ده"


- "ربنا يخليكي أنتي اللي قمر والله, كنتي مخبيها فين دي يا نانو..أنتي عارفة أني كنت شبهك قوي زمان بس بعيد عنك يا رب جوزي ربنا يرحمه مات صغير و أنا ساعتها رفضت حد يغسله غيري و فعلاً في يوم أتعلمت و غسّلته و مافيش حد دخل عليه غيري ولما عرفت قد أي الناس عندهم قلة معرفة غريبة توصل للجهل في الموضوع ده قررت أني أفتح المشروع ده عشان يكون صدقة جارية لمحمد ربنا يرحمه"


- "شكل حضرتك حبتيه قوي...ده غالباً جرس الباب خلي حضرتك مستريحة أنا هفتح.......مين؟"

- اللي على الباب : "أنا", دا على أساس أني كده عرفتك خلاص!!!المهم أني فتحت الباب

- "وحضرتك مين؟"

- "رامي, أبن صاحبة البيت إن شاء الله, ممكن أعرف أنتي بقى مين؟"


- "طنط زيزي مش عندها ولاد"


وسعتها طنط زيزي قررت تتكلم وتنقذني قبل ما رامي ده يعمل فيه حاجة

- "مين اللي كان على الباب يا رونا؟"


- "أنا يا ماما", على فكرة كانت بتسألني أنا!!

و طبعاً بصلي بصيت استحقار وراح نحية الحته اللي هما قاعدين فيها... أي قلة الذوق دي و أنا أعرف منين هي قالت مش كان عندها  غير ولد و توفاه الله وعموماً حتى لو أبنها هي ألذ منه بمراحل


- "تعالي يا رونا, نسيت اقولك رامي أبني في الرضاعه"


- " أهلا, أزي حضرتك" بأصغر أبتسامه عندي


- " رونا بقى كانت فكراني حرامي ولا حاجه ومش كانت عاوزه تدخلني", سخييييف

- "رانيا, أسمي رانيا"


- "وأنتي تعرفي ماما منين يا رونا؟", ماشي أنا ممكن أقوم أضربه صح؟!! خصوصاً بالأبتسامه المستفزه اللي على وشه دي قالك يا رونا...هو فاكر نفسه مين؟

- "رونا صاحبة خديجه يا روميو دي في تالته هندسة", روميو!!!حد يقول لأبنو روميو؟؟

- "بجد والله؟ قسم أي؟",أكيد خوخا مش تعرفك و غير كده خليك في حالك...أستغفر الله العظيم

- "عمارة"


- "شغلها حلو للبنات ممكن تبقي تيجي تدربي في المكتب الأستشاري بتاعنا لو عاوزه.", على جثتي

- "دى لو أنا عاوزه أشتغل في هندسة أصلاً"


- "لأ يا روميو أحرجتك"


- لما طنط مامت خوخا لقتني متّنحة قررت تفّهمني: "أصل رامي شايف أن هندسة هي أحسن حاجة في الكون حتى هو و أصحابه فتحوا مكتبهم مع بعض"


- "أنا أصلاً مش متخيل شغل تاني يعني أنتي مثلاً هتشتغلي في أي ؟"


- "عاوزه أفتح المركز الثقافي بتاعي"


- "حلو و أنتي عارفه عاوزاه أزاي يعني؟", هو بيتاريق عليه؟! ماشي ربنا يسمحه عادي يعني لما أفتح المركز بتاعي و مادخلوش يبقى يتاريق براحته..

- "طبعاً أولاً هيكون قسمين للسيدات و للرجال و كل قسم في جزء لكبار السن الناس تستفيد من خبرتهم و في نفس الوقت هما يحسوا أنهم بيفيدوا و جزء ورش صناعات صغيرة للشباب و أخر جزء هيكون لأي حد عاوز يتعلم صناعة صغيرة"


- "وووه بس مش كبير عليكي مشروع زي ده, وغير كده صعب قوي ينجح في بلادنا يعني مثلاً لو هتعملي قلم ب 4 جنيه هتلاقينا بنستورده من الصين بجنيه ولا حاجه"


- حبيبتي طنط زيزي فرحتني وردت عليه: "أمثالك اللي جايبين البلد وراه...هو مش ابني بس ولا يهمك كلامه"


.....


وأنا راجعه طول الطريق مش بفكر في حاجه غير أني لقيت عبادتي الخاصه مع ربنا وكمان مع حد حبيته قوي أنا قررت أتعلم تغسيل الموتى أنا عارفه أنها حاجة تخوف وطنط زيزي شخصياً قالت أنها في الأول كانت خايفة قوي بس كانت هي دي أحسن فترة في علاقتها بربنا وكمان حلو قوي أن الأخره تفضل في بالي دايماً أشوف ناس جاءت ساعتهم فمانساش أن جايز أنا كمان ساعتي أقتربت


وعشان مش أكسل في الموضوع و أنسى كالعادة تاني يوم كلمت خوخا


- "ألو سلامُ عليكم, أزيك يا خوخا عملتي أي في الأمتحان؟"


- "تمام الحمد لله عدى على خير"


- "دايماً رفعه راسنا كده , قولي لي يا خوخا أنتي معكي رقم طنط زيزي؟"


- "صحيح, أنا نسيت أسألك عملتي أي أمبارح ماما كانت مبسوطه جداً و طنط زيزي كلمتني تقول فيكي شعر"


- "بجد؟ أنا كمان حبتها قوي"


- "أنتي سحرت لهم يا بنتي ولا أى حتى رامي اللي عمره ما قال رأيه فأي حد, قال عليكي لذيذة"


- "بجد؟!! حسيته ماحبنيش, هو عموماً القاعدة كانت حلوة قوي لحد ما هو قرر يشرفنا, حاسس بنفسه قوي ربنا يسمحني بس مش حبته خالص"


- "حرام عليكي يا بنتي دى غلبان قوي و محترم جداً أنتي عارفه هو بيراعي مامته من خمس سنين عشان عيانه قوي أنا عمري ما شفت حد بيبر مامته زيه بجد ربنا يبارك له"


- "أي ده أنا شريرة قوي هو عموماً يعني حاسيت طنط زيزي بتحبوه قوي و هي عسوله قوي فأكيد هو كويس المهم عاوزه رقمها"


.....


وعيب عليكم, أول لما قفلت مع خوخا كلمت طنط زيزي علطول...

- "طيب معلش أنا مش هروح المكتب النهارده يا رونا و أنا عاوزه أنا اللي أعلمك بنفسي فممكن نبدأ الأتنين لو فاضيه"


- "حلو قوي بس ينفع بعد الظهر عشان الكليه"


- "خلاص ان شاء الله معلش يا رونا هسيبك عشان رامي هيعدي عليه نروح المستشفى لراويه مامته...تحبي تيجي معانا؟؟"


- "مش عاوزه أتطّفل ولا حاجه بس أنا فعلاً نفسي أشوف حضرتك قوي"


- " تطّفلي أيه بس؟ أنا و رامي حكينالها عنك وهي عاوزه تشوفك أصلاً"


.....


واحنا خرجين من غرفة طنط راويه مش بفكر غير أزاي في حد بيعامل مامته كده بجد ماشاء الله طول ما أنا قاعده مش مصدقه بيعاملها زي بنته الصغيرة ومش بيقول لها غير "يا حبيبي","يا قلبي" و حاجات كده...تعالي يا خوخا شُفي بر الوالدين اللي بجد, مش تقولي عليه ببر مامتي!! عينه اللي كانت السخريه بتنط منها و هو بيبّصلي, دلوقتي مش فيها غير حنّية غريبة


- "مامتك شكلها تعبان قوي, بجد ربنا يشفيها لك"


- "ماما دي دنياتي كلها", بالله عليكم في حد بيعترف بحب مامته كده قدام الناس من غير ما يخاف على شكله قدامهم

- "راويه دي بجد أحسن أنسانه شفتها كفايه أنها سلّمت لقدّرها, بس اللي قلقها أن في ناس مش راضيه تسلم" وراحت طنط زيزي أديت لرامي حتت بصه ولا كأنه عيل صُغير


- "لأ, أستغفر الله أنا أكيد مسّلم أن كلنا هنموت بس أنا مش قادر أتخيل دنيا هي مش فيها", هاه,فظييييييع

- وكالعاده فضولي اللي هيوديني في داهية: "هي عندها أي؟"


- "فيرس c , بس مرحله متأخرة هي أصلاً طول عمرها صحتها ضعيفة عشان كده ماما نانو تبقى مامتي في الرضاعة"


- "...." هو المفروض أقول حاجة ولا أعمل حاجة؟؟ طيب هو يجوز أني أطبطب عليه؟؟


- "يعني مش كنت داخل أسرق شقتها ولا حاجه"


- "أكيد مش ده اللي كان في دماغي ساعتها"


- "سبحان الله حاستك كنتي عاوزه تحدفيني بأي حاجة و تطلعي تجري"


- "أيي ده؟!, أكيد لأ"


- "جايز بس أول مرة شوفتك كنتي في حالة هجوم غريبة"


- طنط زيزي كعادتها من ساعت ماعرفتها قررت تنقذني فالوقت المناسب: "بس يا روميو, أيي الرّخامه ديي؟ سيب البنت في حالها, كسفتها. يالا يا رونا سيبك منه روحي عربيتك و أحنا هنطلع بعدك"


.....


طنط زيزي وفّت بوعدها وفعلاً بدأت تعلمني وبقى لي شهر والحمد لله بقيت علاقتي بربنا حلوة قوي حاسه أن لي عبادتي الخاصه معه و طنط راويه دايماً بتتكلم معايا كلام يشجعني أكتر, هي بقت تعبانه قوي, أخر مره زرتها كان شكلها تعبان قوي و مع ذلك لما الضهر أذّن صّلت و هي قاعدة...كل اللي فكرت فيه ساعتها أن ازاي في ناس أعرفهم ومش بيصّلوا عادي كده والست دي وهي في عز تعبها و بتحاول. بجد بحبها قوي بس أصلاً ماينفعش حد مايحبهاش و رامي كمان بيروح لها كتير قوي كل ما أروح يكون هناك بس بجد أنطباعي الأول عنه أختفى تماماً هو أنا مش بتكلم معه يعني يادوب سلام 
وخلاص بس بجد حاسته حد محترم قوي و طيب و حنيّن قوي علي ماماته الأتنين.

.....


وأنا رايحة لطنط راوية المستشفى أشتكي لها بعد ما طنط  زيزي قالت أني لسه مش مستعده أني أغسّل حد - بجد أنا بقالي 3 أشهر و مستعده جدا يعني -, لقيت رامي قاعد على الأرض قدام أوضيتها, قلبي وجعني


- "سلامُ عليكم", وأول حاجة شفتها لما بصّلي كانت الدموع اللي متحاشه في عنيه, لأ طنط راويه أكيد مش ماتت أنا لسه شيفاها أمبارح

- "دخّلوها العناية المركزة و معيّشنها على الأجهزة و قالوا لي الموضوع مسألة أيام", قالها كأنه بيتكلم كلام حافظه من غير ما يستوعبه وأداني ورقة كانت فأيده, لما فتحتها:

  


        حبيبي و نور عيني روميو :
أنا عارفه أن خلاص ساعتي جاءت
أحلفك بالله اللي أغلى من أي حد أصبر و أحتسب
جايز جزاء صبرك يدخلك الفردوس الأعلى و تخدني معك
قول لزينب أني بدعي الله تكون هي صحبتي في الجنه زي ما كانت نعم الصحبه في الدنيا
و قول لرونا أنها مش أقل من صحبتها عند ربنا بالعكس جايز أكتر و أني لو كنت خلفت بنت مش كنت هرضى بها غير نسخه منها
و قل لها أني مش عاوزه حد يغسلني لما أموت غيرها
                         بحبك
                        أمك راويه


ماحاستش بنفسي غير ورامي بيديني منديل و لقيت أني كنت بعيّط وأنا مش حاسه وكل اللي طلع عليه

- " أنا عاوزه أروح لها, أنا لازم أشوفها" ,هو مش فاهم, أنا بس عاوزه أقولها أن حبها في قلبي زي حب مامتي, أنها غيرت فيه حاجات كتير, أن ماينفعش أنا اللي أغسّلها عشان مش هقدر, أنها سبب من أسباب قربي لربنا قوي دلوقتي, أنها فهمتني في التلات شهور دول أحسن ما مامتي حاولت تفهمني في العشرين سنة اللي فاتوا, أنها هي اللي عرفتني شخصية رامي اللي عمري ما كنت هشوفها وحببتني فيه من غير ما أكون كلّمته كلمتين على بعض.

أول ما شُفتها, لون جلدها غالباً شفاف و كمية الأسلاك اللي متوصللها غريبة و طبعاً مش دخلت لها وقفت ورا الزجاج,و لاقيت نفسي دموعي نازله و بكلمها...


" بحبك قوي و كان نفسي ماما تعرفك و تحبك زى ما أنا حبيتك و بيني و بنيك بحب ابنك عشان هو بيحبك, ربنا يرحمك و يدخلك الجنة بلا سابقة عذاب ولا مناقشة حساب,أمين"


.....


بعد يومين من دخولها العناية المركزة ربنا أخدها عنده و أبدلها دار خير من دارها وأهل خير من أهلها و أنا و طنط زيزي دخلنا نغسّلها وسبحان الله وشها كان مبتسم ولما مسحت وشها الأبتسامه وسعت وطنط زيزي فضلت تقول لها الشهادة  لما جم عشان يخدوها ياخدوها شوفت رامي, فروحت أكلمه:


- "سلامُ عليكم, البقاء لله"


- "ونّعم بالله",لما شُفت شكله كده و صوته اللي مش طالع أصلا ً الكلام مارضاش يطلع

- "أنا عارفه أن أكيد أي كلام هقوله مش هيغير حاجة بس هي كانت عارفة و راضية, أنا مش بقولك ماتزعلش, سيدنا محمد صلى الله عليه وسلمبكى لما أبنه مات أحنا بشر"


- "عليه الصلاة و السلام"


- "هي كانت عاوزاك تصبر, أنت عارف وأنا بغسّلها كان طالع من وشها نور وكانت بتضحك"


- "فعلاً يا حبيبي وكان تغسّلها سهل جداً" طنط زيزي قالتله كده وهي بتاخدوا فحضناها


- "يعني إن شاء الله هي في مكان أحسن , أنا متأكدة أنها هتوحشنا بس أحنا لو بنحبها فعلاً هنفرح لها", ربنا يعلم أني بقول ده لنفسي قد ما بقوله ليه, كأني بأكد لنفسي

- "رانيا أن بجد متشكر...لكل حاجه, لزيارتك ليها, وأنك غسّلتيها زي ما كانت هي عاوزه مع أني عارف أن ده كان صعب, ومتشكر أنك قلتي لي أنها كانت مبسوطة",أخر كلمة طلعت منه كانت مخنوقه بالدموع 

وأنا رحت المطبخ و بجد عيّط عيّاط عمري ما عيّطه قبل كده و ولما روّحت بعد صلاة الجنازه بوست مامتي و سجدت سجدت شكر لربنا أنها لسه معايه

بعد شهرين, كنت الحمد لله غسّلت اتنين كمان غير طنط راوية الله يرحمها, وكنت قاعدة ولقيت طنط زيزي بتكلمني, ودي كانت أول مرة تكلمني بعد موت طنط راوية,

- "رونا, أزيك عملى أي؟ "


- "تمام الحمد لله حضرتك أزيك رجعتي من السفر أمتى؟" ,هي و رامي سفروا بعد العزا على طول

- "لسه من أسبوع, بس رامي كان شاغلني معه جداً ماعلش يا حبيبتي ماسألتش عليكي بس والله كنت دايما بدعيلك بظهر الغيب, أنتي وحشاني قوي", وأنا طنط راويه وحشاني ولما كلمتيني فكرتيني بيها مع أني بروح أتكلم معها كل أسبوع

- "و حضرتك كمان"


- "طيب أنتي فاضيه دلوقتي أعدي عليكي أخدك مشوار؟؟"


- "مش ورايه حاجة, أنا لسه واخده الأجازه أمبارح"


- "خلاص قومي ألبسي و أنا في الطريق"


....


- "خطفاني على فين كده يا طنطي؟"


- "أرض بتاعت حد أعرفه و بيبنيها و حبيت انك تشوفيها ما أنتي عمارة بقى, خلاص أهوه وصلنا الحمد لله"


- "ماشاء الله حلو البيت ده قوي أحساس بيوت المعادي القديمة قوي, أي ده؟ مش ده رامي اللي هناك؟"


- "أه, ما المكتب بتاعه هو اللي مسك المشروع تعالي نسّلم عليه ونخليه يفّرجنا على المكان من جوه"


كأن الواد عنده سنسور, لقيناه جي علينا أول لما نزلنا من العربية:

- "سلامُ عليكم, أزيك يا رونا تفتكري نحط أسم المكان فين؟", ماشي أنا كده متأكده أني بهذي اللوحه الكبيرة اللي ماسكها مكتوب عليها بالعربي و الأنجليزي "مركز رونا للصناعات الصغيرة"

- "ماشي أنتم بتهزروا صح؟!"


- "لأ, دي هدية جوازنا اللي ماما راويه كتبتهالك في وصيتها"


- "جواز مين ؟"


- "هو أنا نسيت أقول لك؟ أحنا هنتجوز بإذن الله و أنا هكلم والدك النهارده بس حبيت اديكي خلفية الأول"


- "طيب أنا حضرتك ممكن أرفض أنت مينفعش تبني مشروع بأكتر من مليون جنيه  لحد ممكن تتجوزه وممكن لأ"


- "أولاً الأرض بتاعت أمي الله يرحمها, ثانياً أنا داخل معاكي شريك بالمباني عشان ماكنش ينفع أسيب مشروع متأكد من نجاحه يروح مني, ثالثاً مين أنا عشان أتجوز واحده غير اللي أمي أختارتها عشان تزّينها لمقابلة ربنا عز و جل, أنا أبقى مجنون لو سبتك, رابعاً أنا مش هتجوز غيرك"

- "...."

....

وبعدين كان الفرح, والتبات والنبات والحجات دي...بالله عليكم ناس أتجوزوا بعد القصة دي, ينفع يبقى في بينهم مشاكل, والله عيب عليهم يدمروا قصة الحب اللي أنا عشتها من طرف تالت =)


1 comments:

دماغي كده يقول...

أحكيلي إني فاعدة أعيط!
ربنا يفرحهم ف الدنيا وفي الأخرة يا رب =)

إرسال تعليق